السبت، 21 أبريل 2012

رسالة (اللحظة القاسية ) وجدت نفسى انطق بكلمة الطلاق.

منذ 10 سنوات تزوجت من انسانة ملتزمة ومهذبة تعرف حقوق الحياة الزوجية واحترام الزوج وتتقبل النصحية بصدر رحب فعشت معها حياة هانئة وفى مستوى مادى واجتماعى معقول لأنى طبيب ولى مشروع يدر دخلا وقد رزقنا الله بثلاثى اطفال اضاءوا حياتنا واذكر خلال سنوات زواجنا انه قد حدث بيننا خلاف دام اكثر من يوم.. فقد كانت خلافاتنا المعدودة بسيطة وتتلاشى دائما بمجرد ان نتناقش حولها ونحتكم فيها الى كتاب الله وسنة رسوله.

وساعدنا على ذلك اننا قد اتفقنا منذ البداية على الا نفشى اسرارنا العائلية لأحد مهما كان قربه منا.. والا نشرك الأهل فى مشاكلنا مهما حدث، وعلى ان يحترم كل منا اهل الآخر فكانت تحترم فعلا امى وابى واخوتى وكنت احترم بدورى اهلها ومع ذلك فقد كنت الاحظ ان امها تبدر منها تصرفات توحى بأن فى صدرها شيئا تجاهى .. وكنت اتغاضى عن ذلك ولا الفت نظر زوجتى اليه حتى لا يظن احد اننى اريد الوقيعة بينهما .. وكنت اقول لنفسى مادمت وزوجتى نعيش فى سعادة فلا داعى لاثارة اية مشاكل فرعية وشجعنى على ذلك ان صهرى رجل فاضل لا يصدر عنه الا كل خير.
 

ثم توفى صهرى رحمه الله وطلبت حماتى من ابنتها ان تقيم معها فترة من الوقت لأن ابنتها الاخرى تعيش فى الخارج وعرضت على زوجتى الأمر فعرضت عليها بدورى ان تقيم امها معنا فالمسكن واسع ورفضت ان تقيم معنا فاصطحبت زوجتى واولادى واقامت معها واقمت انا مع امى وابى الى ان تنتهى هذهالفترة المؤقتة وتعود زوجتى الى البيت وبدأت اتردد على زوجتى من حين الى اخر ولعد فترة قصيرة عرضت زوجتى على ان اقيم معهم فى بيت اسرتها فرفضت لحساسيتى وعدم تقييد الحرية .. فبدأت بعد قليل الاحظ فتور حماتى عند استقبالها لى.. ثم بدأت لا تجالسنى حين ازورها وبدأت تتصرف بعض التصرفات الصغيرة التى تشير الى عدم ارتياحها لزيارتى لهم فلم الفت نظر زوجتى لشىء من ذلك مقدرا ان اعصاب امها مازالت مرهقة من اثر الصدمة .. لكن التصرفات الصغيرة تزايدن وتجاوزت الحد الى الاساءة المباشرة لى .. فبدأت اباعد زيارتى لهم فاذا بزوجتى نفسها وقد بدأت تتغير تجاهى وكان قد مضى على اقامتها مع امها شهر ونصف فطلبت منها ان تعود فراحت تماطلنى فى العودة وتسمهلنى فترة بعد فترة.

وذات يوم ذهبت الى بيت امها لأراهم واطالبها بالعودة ففوجئت بأمها تلعنى بأنها لن تعود الى بيتى الا اذا كتبت لها جزءا من مالى فتعجبت للطلب المفاجىء وسألتها بدورى هل بلغها عن سلوكى مايسىء الى فانفردت بزوجتى وسألتها عن رأيها فيما قالت امها فاذا بها من رأى امها فنصحتها بألا تفتح للشيطان بابا بيننا فلم تستجب وغادرت الغرفة مصممة .. ثم عادت مصطحبة معها امها وبدأتا تتبادلان لالفاظ السيئة عنى وانا جالس مذهول بينهما لا اعرف ماذا يجرى.. ولا اتصور ان تخرج مثل هذه الالفاظ من زوجتى المهذبة التى لم تغضبنى يوما ولم اجرحها بكلمة .. وظللت مبهوتا وقد عقدت الدهشة لسانى فترة طويلة من الوقت وهما لا تكفان عن تبادل الالفاظ السخيفة حتى وجدت نفسى انطق بكلمة الطلاق.

وعانيت الصدمة لفترة .. حتى هدأت النيران داخلى قليلا وتدخل وسطاء الخير للصلح بيننا فتمسكت الأم بنفس الشروط لعودتها _ ولم ار معنى لأن اعيش مع زوجتى واولادى تحت الاذعان لشرط مهما كان نوعه لانهم حياتى وكل ما املكه لهم .. بلا اجبار ولا اذعان.. فرفضت الشروط واتفقنا وديا على النفقة وعلى كل شىء.
ومضت الحياة هكذا وكلما تذكرت كيف انهارت السعادة فجأت تالمت ..وشغلت نفسى بعملى وارتباطاتى .. وبعد عامين ظهرت فى محيط الاسرة ارملة متدينة وعلى خلق مات عنها زوجها بعد ستة اشهر من الزواج ورحبت امى وابى واخونى بها وارتحت اليها وارتاحت الى وتزوجنا .. وكان اكثر ما شجعنى على الزواج منها هو ان امها متوفاة فدعوت لها ان الله يرحمها .. وجاءتها الاعارة الى احدى الدول فسافرت معها وربنا وفقنى فى عمل يدر على اجرا عاليا وعشنا معا والحمد لله.

وفجأة سمعت ان ام مطلقتى قد انتقلت الى جوار ربها ثم عدت يوما فوجدت خطابا من من طلقتى تقول فيها انها نادمة وانها كنت واقعة تحت تأثير امها .. وانها نالت العقاب فطلبت ان ترجع الى عصمتى لقد وقعت فى حيرة هل اردها الى عصمتى ام اتركها لحال سبيلها ..فماذا افعل .

ولكاتب هذه الرسالة اقول:

انت ياصديقى فى موقف محير فعلا لأنه من المواقف القليلة فى الحياة التى يتساوى فيها الخطأ والصواب الى حد كبير.
فمن الصواب مثلا ان تعيد مطلقتك الى عصمتك وتجمع شمل ابنائكما فتنقذهم من التمزق ومعاناة كل الاثار السلبية البغيضة لانفصال الأبوين على الابناء.
لكنه من الخطأ ايضا وربما بنفس الدرجة ان تفعل ذلك اذا رفضت زوجتك قبول هذا الوضع وطلبت الانفصال فتهدم بذلك سعادتك الحالية وتمزق ابنك الوليد .
ومن الصواب الا ترفض نداء مطلقتك وندمها وقد عاشرتك بشخصيتها الحقيقية سنوات طويلة .. فلقد كانت الشخصية المستعارة الزائفة التى ظهرت فجأة بتأثير امها الطاغى عليها وقد زالت بزوال المؤثر.
لكنه من الخطأ ايضا وبنفس الدرجة تقريبا ان تسىء الى مشاعر زوجتك الحالية التى تعيش معها الآن فى هدوء واستقرار وسعادة وقد وجد كل منكما شفى الآخر مايضمد جراحه ومن يعوضه عما لقيه من آلام الحياة.
اما اذا رفضت وتمسكت وجعلت من الانفصال شرطا له فلا يكلف الله نفسا الا وسعها ولا لوم عليها ولا عتاب وبادر بالاعتذار لمطلقتك عن عدم استطاعتك اصلاح خطئها فى حق ابنك الوليد .. وليختر لها الله ما يعوضها عما حدث.
والانسان فى النهاية لا يتعلم الحكمة بغير ثمن .. وان كان المؤسف حقا انه ثمن يدفعه الابناء قبل ان يدفعه الآباء والآمهات
انشر
-

هناك تعليقان (2):

  1. اعجبتني حينما رفضت شروط زوجتك الاولى
    لكن مجرد ان تفكر في اعادتها صدمني فيك
    سامحني

    ردحذف
  2. يحاول يقنع الزوجه الحاليه أن يرد طليقته ان امكن ذلك

    ردحذف

;